‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجم العلماء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجم العلماء. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 سبتمبر 2010

ابن الجزّار .. طبيب القيروان

   بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم أبي خالد القيرواني، المعروف بان الجزار، وهو طبيب مغربي مشهور، ولد بالقيروان وتوفي فيها سنة 369 هجرية، اشتهرت أسرته بالطب.

تخرج ابن الجزار على إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، ترجم له صاعد الأندلسي وابن أبي أصيبعة، قال صاعد: (كان حافظاً للطب، دارساً للكتب، جامعاً لتأليف الأوائل حسن الفهم لها).

إسهاماته العلمية

نال ابن الجزار شهرة تجاوزت حدود بلاده، فكان طلاب الأندلس يتوافدون إلى القيروان لتحصيل الطب عليه وذكر له عدة مصنفات أشهرها: (زاد المسافر) الذي إلى اللاتينية قسطنطين الإفريقي، (الاعتماد) في الأدوية المفردة، (البغية) في الأدوية المركبة.

عدّل ابن الجزار القوانين الطبية العامة وضبط أسماء النباتات بثلاث لغات هي العربية, اليونانية والبربرية كما يؤكد على قاعدة مازالت سارية المفعول: " يتداوى كل عليل بأدوية أرضه لأن الطبيعة تفزع إلى أهلها".


يعتبر كتاب " زاد المسافر وقوت الحاضر" لابن الجزار, كتاب ذو قيمة طبية هائلة مالت الكليات والجامعات تستفيد إلى حد الآن من أراءه.


كانت علوم ابن الجزار تعتمد في الشرق العربي ويناقشها الكثير من ممارسي مهنة الطب, وكانت أيضا تنفذ إلى الأندلس، والملاحظ أن تلك الآراء الطبية الجريئة قد اقتحمت أوروبا في القرن العاشر ميلادي وذلك على اثر نقل قسطنطين الإفريقي لكتب ابن الجزار، كما أن نابليون بونابرت كان يحمل معه كتاب ابن الجزار (زاد المسافر وقوت الحاضر) وذلك أثناء الحملة الفرنسية على مصر.


أما عن إمكانية بعث مدرسة طبية في عصرنا الحالي, فقد تساءل د. حمزة الصدام عن كيفية تنفيذ هذا الحلم بما أن الحديث عن مدرسة يتطلب وجود مدرس وطالب ومدرسة وآليات تعليم وإمكانيات مادية وهي أمور حددها أحمد بن الجزار منذ العهد الأغلبي، كما أضاف أنه لا يمكن الحديث عن طب عربي دون وجود بحث علمي جاد.

مؤلفاته

من أهم مؤلفات ابن الجزار : كتابه "زاد المسافر" الذي ترجمه إلى اللاتينية قسطنطين الإفريقي، ومن كتبه أيضا : الاعتماد في الأدوية المفردة، البغية في الأدوية المركبة، طب الفقراء والمساكين، في المعدة وأمراضها ومداوتها، زاد المسافر في علاج الأمراض، طب المشايخ.

من مؤلفاته المهمة : كتاب في علاج الأمراض، ويعرف بزاد المسافر مجلدان، كتاب في الأدوية المفردة، ويعرف باعتماد، كتاب في الأدوية المركبة، ويعرف بالبغية، كتاب العدة لطول المدة، وهو أكبر كتاب له في الطب، وحكى الصاحب جمال الدين القفطي أنه رأى له بقفط كتاباً كبيراً في الطب اسمه قوت المقيم، وكان عشرون مجلداً، كتاب التعريف بصحيح التاريخ، وهو تاريخ مختصر يشتمل على وفيات علماء زمانه، وقطعة جميلة من أخبارهم، رسالة في النفس وفي ذكر اختلاف الأوائل فيها، كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، كتاب طب الفقراء، رسالة في إبدال الأدوية، كتاب في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها، رسالة في التحذر من إخراج الدم من غير حاجة دعت إلى إخراجه، رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه، رسالة في النوم واليقظة، مجربات في الطب، مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه، كتاب الخواص، كتاب نصائح الأبرار، كتاب المختبرات، كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه، رسالة إلى بعض إخوانه في الاستهانة بالموت، رسالة في المقعدة وأوجاعها، كتاب المكلل في الأدب، كتب البلغة في حفظ الصحة، مقالة في الحمامات، كتاب أخبار الدولة، يذكر فيه ظهور المهدي بالمغرب، كتاب الفصول في سائر العلوم والبلاغات.

الثلاثاء، 23 يونيو 2009

العلامة سيّدي الشيخ محمّد باي بن عبد القادر بلعالم الجزائري





الحمد لله وحده والصلاة على سيدنا محمد و على آله و صحبه.

بتاريخ : " 19-04-2009 " انتقل الى رحمة الله العلامة الفهامة الفقيه المؤرّخ سيّدي الشيخ محمّد باي بن عبد القادر بلعالم الجزائري المالكي ، عن عمر يناهز 79 سنة ، رحمه الله برحمته الواسعة و أسكنّه فسيح جنّاته و أسدل عليه من جزيل نعمائه .
لعل أقل شئ نقدمه عرفانا لمجهودات الشيخ بلعالم رحمه الله، هذه الأسطر التي من خلالها نبين مشواره العلمي  
نسبه وميلاده :
هو العالم ابن العلماء والفقيه ابن الفقهاء الشيخ باي بلعالم بن محمد عبد القادر بن محمد المختار بن احمد العالم القبلوي الجزائري ويعود نسبه إلى قبيلة فلان والتي تضاربت حولها الأقوال واختلفت فيها الآراء والشهير أن أصولها تعود إلى قبيلة حمير القبيلة العربية الشهيرة باليمن ولد الشيخ سنة 1930 م في قرية ساهل من بلدية اقبلي بدائرة أولف ولاية ادرار دولة الجزائر .

دراسته وتعليمه:
تربى الشيخ في أسرة اشتهرت بالعلم والمعرفة، حرصت على تعليمه فبداء بالقران الكريم في مسقط رأسه في مدينة ساهل ،هذه القرية التي كانت تعد منارة للعلم والمعرفة والتي تخرج منها العديد من العلماء والفقهاء ، فدرس القران الكريم على يد المقرئ الحافظ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن المكي بن العالم ، ودرس على يد والده مبادئ النحو والفقه ، فكون ثروة ورصيدا هاما من العلوم والمعرفة ، ودرس على يد الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي مدة من الزمن ، ليشرع ــ حفظه الله ــ في ترحاله في طلب العلم والمعرفة قاصدا زاوية الشيخ أحمد بن عبد الله المعطي السباعي ، مكث هناك حوالي سبع سنوات حيث تلقى فيها عدة علوم منها ( علوم القران والحديث و النحو والفقه المالكي وأصوله والفرائض ....) وخلال فترة دراسته تحصلا على عدة إجازات منها الإجازة العامة بعد إنهاء دراسته عن شيخه الطاهر بن عبد المعطي السباعي وإجازة أخرى عن شيخه الحاج احمد الحسن والشيخ البدليمي في الحديث الشريف وأخرى من الشيخ العلوي المالكي المكي ـــ رحمه الله تعالى ــ ( مدرس بالمسجد الحرام ) كما تحصل على شهادة ليسانس في العلوم الإسلامية .
أسفار الشيخ ورحلاته :
رغم انشغاله وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلا انه لم يتوقف عن التحصيل العلمي والمعرفي ليشغل وقته الثمين بالمطالعة والتأليف والترحال إلى عدة بلدان في داخل الوطن و خارجه ، حيث كانت له لقاءات مع عدة شيوخ وطلبة حيث أفاد واستفاد، ومن الدول في الخارج التي زارها ( تونس والمغرب الأقصى وليبيا والمملكة العربية السعودية ) حيث كانت أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية من اجل أداء فريضة الحج سنة 1974 م ، ليعود إليها سنة 1984م للمرة الثانية ، ومنذ ذلك العام لم يتخلف عن أداء هذه الفريضة إلى عامنا هذا ، فله ما يزيد عن 24 حجة إلى تاريخ إعداد هذا المقال .

كتبه ومؤلفاته : 
ألف الشيخ في فنون عديدة فكتب و نظم وشرح وحقق في ( علوم القرءان والحديث والفقه وأصوله والميراث والسيرة والتاريخ والوعظ والإرشاد والتوجيه ...) ، فله ما يزيد عن ( 35 كتاب ) ، فشرح في علوم القران ألفية الغريب في جزأين والمفتاح النوراني على المدخل الرباني في الغريب القرآني ، وله في الحديث كتاب أسماه كشف الدثار على تحفة الآثار وله في الفقه المالكي ما يزيد عن( 14 كتابا ) ونذكر منها كتاب مرجع الفروع لتأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل شرح نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي على مختصر خليل المسمى جواهر الإكليل في ( عشرة أجزاء ) ، وله كتاب اسماه إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم بن بادي على مهمات خليل في ( أربعة أجزاء ) ، وله أيضا ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة لسالك على فتح لرحيم المالك في ( أربعة أجزاء ) وله ألفية في الفقه تحتوي على ( 2509 أبيات ) والى غير ذلك من مؤلفاته الفقهية ، وله في علم الفرائض ( المواريث ) ما يزيد عن (خمسة كتب ) منها الدرة السنية في علم ما ترثه البرية نظما ، وله أيضا الأصداف اليمية شرح الدرة السنية ، وله في أصول الفقه شرح على منظومة العمريطي وتسمى بركائز الوصول على منظومة العمريطي في علم الأصول ، وله أيضا ميسر الحصول على شرح سفينة الأصول ، وله في السيرة النبوية فتح المجيب على سيرة النبي الحبيب ، وله في النحو ما يزيد عن ( ستة مؤلفات ) منها : منحة الأتراب على ملحة الإعراب ، وله اللؤلؤ المنظوم على نثر ابن اجروم ، وله في التاريخ الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات في ( جزأين ) ، وكتاب قبيلة فلان في الماضي الحاضر وما لها من العلوم والمعرفة والمآثر ، كما أن له عدة محاضرات في الدعوة والتوجيه والإرشاد والتي ألقها في عدة مناسبات وملتقيات في عدة بلدان ، كما انه لم يمهل جانب الأدب والشعر فله عدة قصائد في عدة مجالات ، ودون عدة رحلات فله ما يزيد عن عشرين رحلة مكتوبة للحج والعمرة ، ورحلته إلى المغرب الأقصى ، وله عدة كتب لم تطبع ومنها ما هو الآن تحت الطبع ، وله وقفيات في مكتبة الحرم النبوي الشريف وهو ما يزيد عن 14 كتاب منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط .
برنامجه في التدريس :
يعكف الشيخ في كل عام على إتمام ختم صحيح البخاري وتدريسه كاملا ما بين شعبان وذي الحجة ، حيث يختم في الأربعاء الأخيرة من شعبان من كل سنة ، ويدرس أيضا موطأ الأمام مالك كاملا ، وشرح صحيح مسلم كل سنتين ، كما يدرس تفسير القران الكريم وله في ذلك خمسة أيام في الأسبوع ويقوم بتدريس المتون والكتب التي ألفها ، كما يعكف على تدريس الطلاب وتأطيرهم مع كوكبة من المشايخ والذين تخرجوا على يده منهم فضيلة الشيخ بن مالك احمد والشيخ لكصاسي محمد والشيخ عبد القادر حامد لمين والشيخ عبد الله حامد لمين والشيخ لعروسي عبد القادر ، فتقوم الزاوية بدور هام في المنطقة فتساهم في تعليم الطلاب أمور دينهم ودنياهم ، حيث يقصد المدرسة القرآنية التابعة لزاوية مئات الطلاب من داخل الوطن وحتى من خارجه فتضم المدرسة عدة أقسام منها قسم لطلبة الداخليين وقسم أخر لطلبة الخارجيين وقسم للبنات وقسم أخر لنساء ، فتضم الزاوية ما يزيد عن 200 طالب وطالبة ، فتدرس الزاوية القران وعلم التجويد والفقه وأصوله والنحو والتوحيد ...
ملخص من ترجمة محمد باي بلعالم لكاتبها محمد الأمين الشنقيطي الحسني الإدريسي قسم المخطوطات بالحرم النبوي