‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصص. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصص. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

قصة حقيقية فيها حكمة.......فاقراها بتمعن << حجا مبرورا>>

بعد انتهاء مراسم الحج وانفضاض الحجيج كل في حال سبيله اكتظ المطار بالحجاج العائدين الى بلادهم وهم ينتظرون طائراتهم لتقلهم الى الاحباب الذين ينتظرونهم بفارغ الصبر , جلس سعيد على الكرسي وبجانبه حاج اخر فسلم الرجلان على بعضهما وتعارفا وتجاذبا اطراف الحديث حتى قال الرجل الاخر :
- والله يا أخ سعيد انا اعمل مقاولا وقد رزقني الله من فضله وفزت بمناقصة اعتبرها صفقة العمر وقد قررت ان يكون اداء فريضة الحج للمرة العاشرة  اول ما أفعله شكرانا لله على نعمته التي انعم بها علي وقبل ان أتي الى هنا زكيت اموالي وتصدقت كي يكون حجي مقبولا عند الله .ثم اردف بكل فخر واعتزاز :
- وها انا ذا قد اصبحت حاجا للمرة العاشرة
اومأ سعيد برأسه وقال :
-  حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا ان شاء الله
ابتسم الرجل وقال :
- اجمعين يارب وانت يا أخ سعيد هل لحجك قصة خاصة ؟
اجاب سعيد بعد تردد :
- والله يا أخي هي قصة طويلة ولا اريد ان اوجع رأسك بها
ضحك الرجل وقال :
- بالله عليك هلا اخبرتني فكما ترى نحن لانفعل شيئا سوى الانتظار هنا .
ضحك سعيد وقال :
- نعم, الانتظار وهو ما تبدأ به قصتي فقد انتظرت سنينا طويلة حتى احج فأنا اعمل منذ ان تخرجت معالجا فيزيائيا قبل 30 سنة وقاربت على التقاعد وزوجت ابنائي وارتاح بالي ثم قررت بما تبقى من مدخراتي البسيطة أداء فريضة الحج هذا العام فكما تعرف لايضمن احد ماتبقى من عمره  وهذه فريضة واجبة .
رد الرجل :
- نعم الحج ركن من اركان الاسلام وهو فرض على كل من استطاع اليه سبيلا .
اكمل سعيد :
-صدقت , وفي نفس اليوم الذي كنت اعتزم فيه الذهاب الى متعهد الحج بعد انتهاء الدوام وسحبت لهذا الغرض كل النقود من حسابي, صادفت احدى الامهات التي يتعالج ابنها المشلول في المستشفى الخاص الذي اعمل به وقد كسا وجهها الهم والغم وقالت لي استودعك الله يا اخ سعيد فهذه اخر زيارة لنا لهذا المستشفى , استغربت كلامها وحسبت انها غير راضية عن علاجي لابنها وتفكر في نقله لمكان اخر فقالت لي لا يا أخ سعيد يشهد الله انك كنت لابني احن من الاب وقد ساعده علاجك كثيرا بعد ان كنا قد فقدنا الامل به .
اسغرب الرجل وقاطع سعيد قائلا :
- غريبة , طيب اذا كانت راضية عن ادائك وابنها يتحسن فلم تركت العلاج ؟
اجابه سعيد :
- هذا ما فكرت به وشغل بالي فذهب الى الادارة وسالت المحاسب عن سبب ماحدث وان كان بسبب قصور مني فاجابني المحاسب  بان لاعلاقة لي بالموضوع ولكن زوج المرأة قد فقد وظيفته واصبح الحال صعبا جدا على العائلة ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج الطبيعي فقررت ايقافه .
حزن الرجل وقال :
- لاحول ولا قوة الا بالله , مسكينة هذه المرأة فكثير من الناس فقدت وظائفها بسبب ازمة الاقتصاد الاخيرة , وكيف تصرفت يا اخ سعيد ؟
اجاب سعيد :
- ذهبت الى المدير ورجوته ان يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى ولكنه رفض رفضا قاطعا وقال لي ان هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين ومن لايستطيع الدفع فهو ليس بحاجة للعلاج .
خرجت من عند المدير حزينا مكسور الخاطر على المرأة وابنها خصوصا ان الصبي قد بدأ يتحسن وايقاف العلاج معناه إنتكاسة تعيده الى نقطة الصفر , وفجأة وضعت يدي لا اراديا على جيبي الذي فيه نقود الحج , فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي الى السماء وخاطبت ربي قائلا :
اللهم انت تعلم بمكنون نفسي وتعلم ان ليس احب الى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك وقد سعيت لذلك طوال عمري وعددت لاجل ذلك الدقائق والثواني ولكني مضطر لان اخلف ميعادي معك فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم .
وذهبت الى المحاسب ودفعت كل مامعي له عن اجرة علاج الصبي لستة اشهر مقدما  وتوسلت اليه ان يقول للمراة بأن المستشفى لديه ميزانية خاصة للحالات المشابهة .
ادمعت عين الرجل :
- بارك الله بك واكثر من امثالك, ولكن اذا كنت قد تبرعت بمالك كله فكيف حججت اذا ؟
قال سعيد ضاحكا :
- اراك تستعجل النهاية , هل مللت من حديثي ؟ اسمع ياسيدي بقية القصة , رجعت يومها الى بيتي حزينا على ضياع فرصة عمري في الحج وفرح لأني فرجت كربة المرأة وابنها ونمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت نفسي في المنام وانا اطوف حول الكعبة والناس يسلمون علي ويقولون لي حجا مبرورا ياحاج سعيد فقد حججت في السماء قبل ان تحج على الارض  , دعواتك لنا ياحاج سعيد , حتى استيقظت من النوم وانا احس بسعادة غير طبيعية على الرغم من أني كنت شبه متاكد اني لن اتشرف يوما بلقب حاج , فحمدت الله على كل شيئ ورضيت بأمره .
وما ان نهضت من النوم حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي :
- ياسعيد أنجدني فأحد كبار رجال الاعمال  يريد الذهاب الى الحج هذا العام وهو لايذهب دون معالجه الخاص الذي يقوم على رعايته وتلبية حاجاته, ومعالجه زوجته في ايام حملها الاخيرة ولا يستطيع تركها فهلا أسديتني خدمة وذهبت بدلا عنه ؟ لا اريد ان افقد وظيفتي اذا غضب مني فهو يملك نصف المستشفى .
قلت له بلهفة :
- وهل سيسمح لي ان احج ؟
فاجابني بالموافقة فقلت له اني ساذهب معه ودون اي مقابل مادي , وكما ترى فقد حججت وباحسن مايكون عليه الحج وقد رزقني الله حج بيته دون ان ادفع اي شيئ والحمد لله وفوق ذلك فقد اصر الرجل على اعطائي مكافئة مجزية لرضاه عن خدمتي له وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بان يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة وان يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء وفوق ذلك فقد اعطى زوجها وظيفة لائقة في احدى شركاته .
نهض الرجل وقبل سعيد على جبينه:
- والله لم اشعر في حياتي بالخجل مثلما اشعر الان يا اخ سعيد فقد كنت احج المرة تلو الاخرى وانا احسب نفسي قد انجزت شيئا عظيما وان مكانتي عند الله ترتفع بعد كل حجة  ولكني ادركت لتوي ان حجك بالف حج من امثالي فقد ذهبت انا الى بيت الله  بينما دعاك الله الى بيته... 

السبت، 7 يوليو 2012

فلتكن من تريد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحكى أن حاكم ايطاليا دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين

مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد

امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان

...

لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله

و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..وعثر على طفل بريء وجميل

تطل السكينه من وجهه الابيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعاده

ذهب معه الى اهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل امامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي

و بعد شهر اصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس

و كان نسخه من وجه الطفل مع القليل منابداع الفنان

و لم ترسم لوحه اروع منها في ذلك الزمان

و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحيمنه وجه صوره الشيطان

و كان الرجل جادا في الموضوع

لذا بحث كثيراً

و طال بحثه لاكثر من عشرين عاما

و اصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيه

لذلك اعلن عن جائزه كبرى ستمنح لاكثر الوجوه اثاره للرعب

و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسيه و الحانات .و اماكن المجرمين

لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين

و ذات مره

عثر الفنان فجاه على(الشيطان!)

و كان عباره عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاويه ضيقه داخل حانه قذره

اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع..و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال.. فوافق الرجل

و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحه..اصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!

و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الاسنان

فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنيه الغاليه

جلس الرسام امام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً اليها ملامح ( الشيطان!)

و ذات يوم

التفت الفنان الى الشيطان الجالس امامهو اذا بدمعه تنزل على خده

فاستغرب الموضوع

و سأله اذا كان يريد ان يدخن او يحتسي الخمر!

فاجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق

(انت يا سيدي زرتني منذ اكثر من عشرين عاما حين كنت طفلا صغيرا

و استلهمت من وجهي صوره الملائكه وانت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان

لقد غيرتني الايام و الليالي حتى اصبحت نقيض ذاتي!

و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى علىكتف الفنان

و جلسا معا يبكيان امام صوره الملاك.

..

العبرة :

ان الله يخلقنا جميعنا ملائكة .... ولكن نحن من نخلق من انفسنا احيانآ شياطين

فلنصنع أنفسنا بأنفسنا .... ولكن لاينبغى علينا أن نفسد الفطرة السليمة اللى فطرنا الله عليها


الاثنين، 30 أبريل 2012

قصة الشيوخ الثلاثة


خرجت إمرأه من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في... فناء منزلها.. لم تعرفهم .. وقالت لا أظنني اعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى ! أرجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا.
سألوها: هل رب البيت موجود؟
فأجابت :لا، إنه بالخارج.
فردوا: إذن لا يمكننا الدخول.
وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل.
قال لها :إذهبي اليهم واطلبي منهم أن يدخلوا
فخرجت المرأة و طلبت إليهم أن يدخلوا.
فردوا: نحن لا ندخل المنزل مجتمعين.

سألتهم : ولماذا؟

فأوضح لها أحدهم قائلا: هذا اسمه (الثروة) وهو يومئ نحو أحد أصدقائه، وهذا
(النجاح) وهو يومئ نحو الآخر وأنا (المحبة)،
وأكمل قائلا: والآن ادخلي
وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم !

دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل. فغمرت السعادة زوجها وقال: ياله من شئ حسن،
وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا (الثروة) !. دعيه يدخل و يملئ منزلنا بالثراء!
فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو (النجاح)؟

كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في أحد زوايا المنزل .. فأسرعت
باقتراحها قائلة: أليس من الأجدر أن ندعوا (المحبة)؟
فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب!

فقال الرجل: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا!
اخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفا علينا!
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة: أيكم (المحبة)؟ أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا

نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل .. فنهض الإثنان الآخران وتبعاه !. وهي
مندهشة, سألت المرأة كلا من (الثروة) و(النجاح) قائلة: لقد دعوت (المحبة)
فقط ، فلماذا تدخلان معه؟

فرد الشيخان: لو كانت دعوتكم (للثروة) أو (للنجاح) لظل الإثنان الباقيان خارجاً،
ولكن كونكم دعوتم (المحبة) فأينما يذهب نذهب معه ..

أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح

اذا كان الانسان محبا لله .. للخير .. للبشرية.. اذا كان ينشر المحبة اينما حل .. سترافقه محبة الله والناس والكون اجمع.. سترافقه البركة في الرزق حتى لو كان قليلا .. ذاك هو الثراء الحقيقي: رزق حلال مبارك فيه والنجاح هو نتيجة حتمية لكل من سعى للخير

الجمعة، 2 مارس 2012

قصة السمكات الثلاثة " الناس ثلاثة انواع"

بسم الله الرحمان الرحيم




يقول ابن المقفع إن ثلاث سمكات كن في غدير ماء في أحسن حال وكان هذا الغدير معزولاً عن النهر الكبير القريب منه مشكلاً بركة جميلة وكانت الأسماك الثلاث تسبح فيه تتمتع بالحياة وتتكاثر حتى كان يوماً أسود في تاريخ هذه البركة السعيدة الهانئة فقد اكتشف جماعة من الصيادين هذه البركة العامرة بالأسماك. نظر أحدهم في الماء الرقراق و إذا به يلمح عبث السمكات ولعبهن البريء سال لعابه وأتفق مع صاحبه الرجوع في أقرب وقت لمباشرة صيد السمكات. روع الخبر السمكات وبدأن في التفكير فأما الأولى فقالت لا أظن أنهم قادمون. وكل ما تحدثوه ليس حديثاً جدياً وإن عادوا فلن يستطيعوا الإيقاع بي فأنا أعظم من ذلك وأبرع في الإفلات من شباكهم وصناراتهم. قالت الثانية لا بأس لسوف أنتظر قليلاً حتى أعد نفسي للرحيل. أما الثالثة فقد استنفرت نفسها وشعرت بجدية الخطر ولكن المشكلة كانت في انعزال البركة فمازالت تبحث في جنباتها عن مكان وصول الماء حتى اهتدت إلى جدول سطحي ضيق يصل بين البركة والنهر العظيم. عندها قفزت إلى البرزخ وسبحت بقوة فكانت هناك في وقت قصير ونجت. ولم يخيب الصيادون ظنها فبعد مدة قليلة كانوا على رأس البركة يبحثون عن السمكات. ولمح تحت الماء ظل اثنتين. وكان أول شيء فعلوه هو ردم الممر الممتد بين البركة والنهر قطعاً للطريق على من يحاول النجاة. فكرت السمكة الثانية فتظاهرت بالموت فبدأت تقلب نفسها على سطح الماء عسى أن تنفع الحيلة في النجاة فأخذوها ووضعوها بجانبهم فلما رأت المضيق المائي بجانبها ما كان منها إلا أن قفزت بكل ما أعطاها الله من القوة فرست على سطح الماء ومازالت تجدف بزعانفها حتى وصلت إلى النهر فغاصت في أعماقه وفرحت بالنجاة. ولكن بقي في البركة السمكة العاجزة فكانت لقمة للصيادين.


مثل هذه الحكايات الواردة في كتاب كليلة و دمنة كانت تحكى للملوك على لسان الحيوانات و ذلك للعبرة و الإتعاض, فلينظر كل واحد منا في أي صنف يجد نفسه, هل يجدها في الكيس الفطن أويجدها في الكيس المتأمل أو تجدها في العاجز بدون حيلة


و لنا في تاريخنا الإسلامي مثلا في هيئة العاجزمثل ما حدث للخليفة العباسي الذي لم يكن ليتصور ولو في الأحلام أن أولئك الرعاع من وسط سهوب آسيا سوف يزحفون في يوممن الأيام على بغداد و يحاصرونها كما يطوق السوار.


فلينظر كا واحد منا أي صنف من الثلاثة هو ؟ و ليعمل جاهدا لكي يستدرك موقعه قبل فوات الآوان.




السبت، 24 ديسمبر 2011

قصة و عبرة

                                      بسم الله الرحمان الرحيم 


روى أن امرأة دخلت على داوود(عليه السلام ) فقالت : يانبى الله ربك ظـالم أم عـادل؟ فقال داوود : ويحك يا إمرأة هو العادل الذي لا يجور, ثم قال لها : ما قصتك؟ قالت : أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غـزل يـدي, فلما كـان أمـس شـددت غـزلـي في خرقة حـمراء وأردت أن أذهـب الـى الســوق لأبيـعه وأبلـغ بـه أطـفـالـي, فإذا أنـا بطـائـر قــد انقض علي وأخذ الخرقـة والغزل وذهـب بهما ,وبقيت حزينة لا أمـلك شــئ  , فبينما المـرأة مــع داوود(عليه السلام) فـي الكــلام اذ بـالبـاب يطرق على داوود فأذن بـالدخول إذا بعشرة من التجار كل واحـد بيـده مـائة دينـار فقالـوا : يـا نبي الله أعطهـا لمستحقهـا, فقـال لهم داوود(عليه السلام) :مـا كـان سبـب حملكم هذا المـال؟, قالـوا يا نبـي الله كنـا في مـركب فهاجت علينا الريـح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقـى علينـا بخرقة حمـراء وفيهـا غزل فسددنـا به عيب المركب فهانت علينـا الريـح وانسد العيـب, ونذرنـا لله أن يتصدق كل واحـد منـا بمـائـة دينــار, وهــذا المـال بـين يديـك فتصدق بـه علـى مـن أردت, فـالتفـت داوود الــى المــرأة وقــال لـهــا : ربك يتجــر لــك فــى البــر والبحـر وتجعلينه ظـالمـا؟! وأعطـاهـا الألف دينـار, وقـال أنفقيـها علـى أطفالك.

لعل أحسن ابيات شعرية لهذا المقام هي: 
اصبرْ قليلاً فبعد الصَّبر ِ تيسيرُ
                   وكلُّ أمر ٍ لهُ وقــتٌ وتدبيرُ
وللمهيمن ِ في حالاتِنا نظـرٌ
                   وفوق تقديرِنا للهِ تقديـــرُ

الأربعاء، 20 أبريل 2011

آه يا دنيا


بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

يحكى أن رجلا كان يتمشى في أدغال افريقيا حيث الطبيعة الخلابة وحيث تنبت 

الأشجار الطويلة، بحكم موقعها في خط الاستواء.

وكان يتمتع بمنظر الاشجار وهي تحجب اشعة الشمس من شدة كثافتها ،ويستمتع 


بتغريد العصافير ويستنشق عبير الزهور التي التي تنتج منها الروائح الزكية. 

وبينما هو مستمتع بتلك المناظر سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد و 


وضوح والتفت الرجل الى  الخلف واذا به يرى اسدا ضخم الجثة منطلق بسرعة 

خيالية نحوه ومن شدة الجوع الذي الم بالأسد أن خصره ضامر بشكل واضح.

أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه وعندما اخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل 


بئرا قديمة فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في البئر وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء.
 

وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر

وعندما أخذ انفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد

واذا به يسمع صوت ضحيح ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر

وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان

اذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان الى أعلى الحبل

وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا

وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب الفأرين

وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالا بداخل البئر

وأخذ يصدم بجوانب البئر

وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج

ضرب بمرفقه

واذا بذالك الشيء عسل النحل

تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف

فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر

ذلك ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه

وفجأة استيقظ الرجل من النوم

فقد كان حلما مزعجا
!!!

......................

وقرر الرجل أن يذهب الى شخص يفسر له الحلم

وذهب الى عالم واخبره بالحلم فضحك الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟

قال الرجل: لا
.

قال له الأسد الذي يجري ورائك هو ملك الموت

والبئر الذي به الثعبان هو قبرك

والحبل الذي تتعلق به هو عمرك

والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك
....

قال : والعسل يا شيخ ؟؟

قال هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب.


اللهم أهدنا  و أهد بنا و أجعلنا سببا لمن اهتدى  آمين

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة .....!!

بسم الله الرحمن الرحيم 

قصة رائعة ذات معان رائقة وردت عن أحد الزاهدين " أحمد بن مسكين " وكان من
التابعين ، قال :

في البلدة رجل يُدعى أبا نصر الصياد ، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد
- مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما ً، يسأل الله تعالى الفرج والرزق الحلال
فزوجته وابنه يتضوران جوعاً .
مر على شيخه أحمد بن مسكين' يقول له أنا متعب يا سيدي ..
وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه ، فقال له اتبعني إلى البحر
فانطلقا إليه، وقال له الشيخ – راغباً في لجوء تلميذه إلى الله تعالى : صلّ ركعتين على
نية التيسير واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب ...فصلى ، ثم قال له : "سم الله " ، -
فكل شيئ بأمر الله .. فقالها . .. ثم رمى الشبكة ، فخرجت بسمكة عظيمة . ... قال
له بعها واشتر بثمنها طعاماً لأهلك
فانطلق إلى السوق يبيعها ، واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافاً بصنيعه . ..
رد الشيخ الفطيرة قائلاً : هي لك ولعيالك ، ثم أردف لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت
السمكة وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده  وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل  زوجتي و ابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما، فقدمهما لها قائلاً:

الفطيرتان لكما ..
ظهر الفرح والسرور على محياها ، وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه..
وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته .
ما إن سار حتى سمع رجلاً ينادي من يدل على أبي نصر الصياد؟
فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات
، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم فهو مال أبيك .

يقول أبو نصر الصياد
وتحولت غنياً بإذن الله تعالى وكثر مالي ، و ملكت البيوت وفاضت تجارتي ، وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة في شكر الله تعالى ..
ومرت الأيام ، وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي!!
وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع  و نادى مناد : أبا نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات ..
فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة
نفس أو إعجاب بصنيع كأنه لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات
وبكيَت .. بكيت حتى كادت نفسي تذهب وأحشائي تتقطع . وقلت ما النجاة ؟
وسمعت المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان ...
وتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات ، فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.
فبقيت خائفاً .. وأسمع المنادي مرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك
يقول: بقى له شيء.
قلت: ما هو؟ ...
قيل له: دموع المرأة حين أعطيتها الفطيرتين.
فوزنت الدموع، فإذا بها كالحجر الصقيل وزناً .فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فرحاً شديداً ..
و أسمع المنادي كرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيَت أمُه الفطيرتان...
و ترجح كفة الحسنات...و ترجح ...وترجح..
و أسمع المنادي يقول: لقد نجا ... لقد نجا
فاستيقظت من النوم فزعا أقول ما قاله لي أحمد بن مسكين حين رد إليّ إحدى
الفطيرتين : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة


الأحد، 17 أكتوبر 2010

الوزير ........قمة الوفاء


بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


حُكِيَ أنَّ ملكاً شاباً من ملوك الهند أُهْدِيَت إليه ثياب نساء فاخرة من أحد الأقاليم البعيدة ، فأمر وزيره أنْ يبعث من ينادي زوجاته ، فجاءت زوجاته وقد بسط الثياب لتنتقي كل واحدة منهنَّ ما يُناسبها ، فجعلنَ ينظرن وهنَّ متحيرات ، وأثناء ذلك رفعت إحداهنَّ رأسها فنظرت إلى الوزير كأنها تسـتـشـيره عـن أي الثياب أجـمـل ؟

فما كان من الوزير إلا أنْ أشار لها بعينه بسرعة نحو إحدى الثياب ، فوقعت عين الملك على الوزير وهو في هذه الحالة "يغمز بعينه"  ، ولكنّ الملك أسرها في نفسه ولم يُبدها له ، ثم أخذت كل واحدة منهنّ ما ناسبها وخرجن ، ولكن الوزير المسكين اضطرب وتغير وجهه واحتار كيف له أنْ يُفهم الملك ما قصده بتلك الإشاره ؟

وبعد تفكير وتردد لم يجد حلاً سوى أَنْ يتظاهر أنَّ في عينه عاهة تجعله يُغمضها بين لحظةٍ ولحظة ، فعاش المسكين سنين طويلة وهو يقوم بإغماض عينه اليسرى كلما رأى الملك حتى أصبحت عادة ملازمة له ، وعندما حضرت الملك الوفاة ، قال الملك لابنه وهو يعظه : يا بُني أوصيك بالوزير خيراً ، فإنَّه اعتذر عن ذنبٍ لم يرتكبه 40 سنة !!