الاثنين، 8 مارس 2010

هل تعلم من هو الحي الميت



بسم الله الرحمان الرحيم



هو شخص ليس غريب عليك، ربما عشت معه، أو قابلته، وقد تكون تعرفه أكثر مما تعرف أي شخص في العالم. إنه الحي الميت، لا يكش ولا يهش، وجوده وعدمه سواء، إن حضر فهو مفقود، وإن غاب فلا أحد يشعر بغيابه. موجود غير موجود، وغائب غير مفقود، كثر أمثاله في زماننا وبلداننا .

هذا الحي الميت تراه يطبق في حياته مبدأ يراه عظيما، وقد يتمسك به أكثر من تمسكه بأوامر الله..... أتعلمون ما مبدأه في الحياة؟! إنه (من تدخل فيما لا يعنيه وجد مالا يرضيه). يطبقه تطبيقا أعمى، دون أن يعي معناه وموضعه، وهو في هذه الحياة لا يعنيه شيء سوى نفسه، ضرره أكثر من نفعه.

      فذاك الذي إن عاش لم ينتفع به وإن مات لم تحزن عليه أقاربه. هوان لا يعرف الحزم، وجمود لا يعرف الحركة، و كسل لا يعرف الجد. إذا رأى منكرا لا يغيره، بل لا ينكره حتى. عبر عنه رب العزة وسماه الكل، وبين أنه عالة على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) {النحل الآية 76}. تصور يا أخي الكريم، كم من الناس من أشكال هؤلاء في مجتمعنا.

والآن اسأل نفسك هل أنت الحي الميت؟ هل حقا تريد أن تعرف الحقيقة؟ إذا إليك الطريقة: هل قدمت لمجتمعك أي شيء سيذكرك المجتمع به بعد موتك؟ هل سيفقدك مجتمعك بعد موتك؟ أم أنك سترحل عنه دون أن يشعر المجتمع برحيلك؟ هل فكرت يوما أن تعيش لغيرك؟ قالها سيد قطب من قبل (إننا نعيش حياة مضاعفة عندما نعيش لغيرنا)، ومعنا أن تعيش لغيرك هو أن تخدم غيرك، أن تغير ما يجب تغييره، أن تعيش لتقدم للناس، أن تعيش لفكرة، لهدف أو مبدأ، وما أعظمها من عيشة عندما تعيش لله. هل أنت شخص فاعل في مجتمعك؟ هل يعنيك أمر الناس الذين من حولك؟



ليست هناك تعليقات: