الأحد، 17 أكتوبر 2010

الوزير ........قمة الوفاء


بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


حُكِيَ أنَّ ملكاً شاباً من ملوك الهند أُهْدِيَت إليه ثياب نساء فاخرة من أحد الأقاليم البعيدة ، فأمر وزيره أنْ يبعث من ينادي زوجاته ، فجاءت زوجاته وقد بسط الثياب لتنتقي كل واحدة منهنَّ ما يُناسبها ، فجعلنَ ينظرن وهنَّ متحيرات ، وأثناء ذلك رفعت إحداهنَّ رأسها فنظرت إلى الوزير كأنها تسـتـشـيره عـن أي الثياب أجـمـل ؟

فما كان من الوزير إلا أنْ أشار لها بعينه بسرعة نحو إحدى الثياب ، فوقعت عين الملك على الوزير وهو في هذه الحالة "يغمز بعينه"  ، ولكنّ الملك أسرها في نفسه ولم يُبدها له ، ثم أخذت كل واحدة منهنّ ما ناسبها وخرجن ، ولكن الوزير المسكين اضطرب وتغير وجهه واحتار كيف له أنْ يُفهم الملك ما قصده بتلك الإشاره ؟

وبعد تفكير وتردد لم يجد حلاً سوى أَنْ يتظاهر أنَّ في عينه عاهة تجعله يُغمضها بين لحظةٍ ولحظة ، فعاش المسكين سنين طويلة وهو يقوم بإغماض عينه اليسرى كلما رأى الملك حتى أصبحت عادة ملازمة له ، وعندما حضرت الملك الوفاة ، قال الملك لابنه وهو يعظه : يا بُني أوصيك بالوزير خيراً ، فإنَّه اعتذر عن ذنبٍ لم يرتكبه 40 سنة !!

ليست هناك تعليقات: