الجمعة، 19 نوفمبر 2010

الجزائر تودع أحد عمالقتها " الشيخ عبدالرحمن الجيلالي "

بسم الله الرحمن الرحيم




فقدت الجزائر برحيل الشيخ الجيلالي شمعة من شموع العطاء ودربا من دروب العلم، بعد أكثر من قرن من الوجود، غيبت المنية ليلة الخميس إلى الجمعة العلامة الكبير عبد الرحمن الجيلالي بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 103 سنة، حيث تمت تأدية الصلاة عليه في الجامع الكبير بالعاصمة ليوارى الثرى بمقبرة سيدي امحمد إلى جوار شيخه عبد الحليم بن سماية في حضور غفير للرسميين والمواطنين الذي ودعوا الشيخ الذي ألفوه لقرابة القرن من الزمن. وقد عرف العلامة عبد الرحمن الجيلالي بتقديمه لحصص إذاعية وتلفزيونية حول الأحاديث الدينية والفتاوى لسنوات عديدة.
ولد الشيخ عبد الرحمن الجيلالي، رحمة اللّه عليه، يوم التاسع من شهر فيفري من سنة 1908 بحي بولوغين في الجزائر العاصمة، حفظ القرآن عن عدّة شيوخ في المساجد والزّوايا منهم عبد الحميد بن سمايا وتتلمّذ على يد الشيخ المولود الزريبي الأزهري والشيخ الحفناوي حتى أصبح فقيها وعالما في الشريعة وعلوم الفقه واللّغة· وختم الجيلالي حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز الـ 14 سنة، كما كتب مقالا في ذلك السنّ تحت عنوان (عبرة وذكرى) نشره في جريدة (الإقدام) التي كان يشرف عليها الأمير خالد ـ آنذاك ـ· وكافح هذا العلاّمة الجليل طيلة حياته دون هوادة في سبيل تكريس العلم والمعرفة، لا سيّما في أصول الدين الإسلامي وتاريخ الجزائر، حيث اشتهر بخصاله الحميدة حتى ذاع صيته في كافّة أرجاء المغرب العربي·
اجتهد عبد الرحمن الجيلالي لإثراء الفكر الإسلامي، وقام إضافة إلى ذلك بجمع تاريخ الجزائر شاملا وكاملا في كتابه الذي يحمل عنوان (تاريخ الجزائر)، وهو من خلال هذا الكتاب من العلماء القلائل الذين قدّموا للشعب عملا كاملا وشاملا حول تاريخه بتطرّقه إلى كلّ المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر خدمة للوحدة الوطنية· وألّف العديد من الكتب في أصول الدين والفقه الإسلامي، ومن كتبه: (فنّ التصوير والرّسم عبر العصور الإسلامية)، (المستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية)، (فنون الطلاسم) و(الربقع المجيب) ومن مؤلّفاته أيضا  كتاب (تاريخ المدن الثلاث: الجزائر، المدية، مليانة) وكتاب خاصّ بذكرى العلاّمة الدكتور بن أبي شنب، وكتاب حول العملة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر، وكتاب ابن خلدون في الجزائر· ونال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي في أكتوبر 2003 شهادة الدكتوراة الفخرية التي (أهداها) له رئيس الجمهورية عن جامعة الجزائر، كما حظي بتكريم بمناسبة مئوية ميلاده في أكتوبر 2007 من طرف مؤسسة الأرشيف الوطني· وقد قام الشيخ الرّاحل بإلقاء دروس دعوية في العديد من المساجد بالعاصمة منها: الجامع الكبير والجديد وسيدي رمضان والسفير ( صفر)، وكذلك في مدرسة الإحساس ومدرسة الهداية·
رحم اللّه الفقيد وأسكنه فسيح جنّاته وألهم أهله وذويه وعموم الجزائريين جميل الصبر والسّلوان·

(إنّا لله وإنّا إليه راجعون)

ليست هناك تعليقات: