السبت، 24 ديسمبر 2011

قصة و عبرة

                                      بسم الله الرحمان الرحيم 


روى أن امرأة دخلت على داوود(عليه السلام ) فقالت : يانبى الله ربك ظـالم أم عـادل؟ فقال داوود : ويحك يا إمرأة هو العادل الذي لا يجور, ثم قال لها : ما قصتك؟ قالت : أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غـزل يـدي, فلما كـان أمـس شـددت غـزلـي في خرقة حـمراء وأردت أن أذهـب الـى الســوق لأبيـعه وأبلـغ بـه أطـفـالـي, فإذا أنـا بطـائـر قــد انقض علي وأخذ الخرقـة والغزل وذهـب بهما ,وبقيت حزينة لا أمـلك شــئ  , فبينما المـرأة مــع داوود(عليه السلام) فـي الكــلام اذ بـالبـاب يطرق على داوود فأذن بـالدخول إذا بعشرة من التجار كل واحـد بيـده مـائة دينـار فقالـوا : يـا نبي الله أعطهـا لمستحقهـا, فقـال لهم داوود(عليه السلام) :مـا كـان سبـب حملكم هذا المـال؟, قالـوا يا نبـي الله كنـا في مـركب فهاجت علينا الريـح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقـى علينـا بخرقة حمـراء وفيهـا غزل فسددنـا به عيب المركب فهانت علينـا الريـح وانسد العيـب, ونذرنـا لله أن يتصدق كل واحـد منـا بمـائـة دينــار, وهــذا المـال بـين يديـك فتصدق بـه علـى مـن أردت, فـالتفـت داوود الــى المــرأة وقــال لـهــا : ربك يتجــر لــك فــى البــر والبحـر وتجعلينه ظـالمـا؟! وأعطـاهـا الألف دينـار, وقـال أنفقيـها علـى أطفالك.

لعل أحسن ابيات شعرية لهذا المقام هي: 
اصبرْ قليلاً فبعد الصَّبر ِ تيسيرُ
                   وكلُّ أمر ٍ لهُ وقــتٌ وتدبيرُ
وللمهيمن ِ في حالاتِنا نظـرٌ
                   وفوق تقديرِنا للهِ تقديـــرُ

ليست هناك تعليقات: