الجمعة، 2 مارس 2012

قصة السمكات الثلاثة " الناس ثلاثة انواع"

بسم الله الرحمان الرحيم




يقول ابن المقفع إن ثلاث سمكات كن في غدير ماء في أحسن حال وكان هذا الغدير معزولاً عن النهر الكبير القريب منه مشكلاً بركة جميلة وكانت الأسماك الثلاث تسبح فيه تتمتع بالحياة وتتكاثر حتى كان يوماً أسود في تاريخ هذه البركة السعيدة الهانئة فقد اكتشف جماعة من الصيادين هذه البركة العامرة بالأسماك. نظر أحدهم في الماء الرقراق و إذا به يلمح عبث السمكات ولعبهن البريء سال لعابه وأتفق مع صاحبه الرجوع في أقرب وقت لمباشرة صيد السمكات. روع الخبر السمكات وبدأن في التفكير فأما الأولى فقالت لا أظن أنهم قادمون. وكل ما تحدثوه ليس حديثاً جدياً وإن عادوا فلن يستطيعوا الإيقاع بي فأنا أعظم من ذلك وأبرع في الإفلات من شباكهم وصناراتهم. قالت الثانية لا بأس لسوف أنتظر قليلاً حتى أعد نفسي للرحيل. أما الثالثة فقد استنفرت نفسها وشعرت بجدية الخطر ولكن المشكلة كانت في انعزال البركة فمازالت تبحث في جنباتها عن مكان وصول الماء حتى اهتدت إلى جدول سطحي ضيق يصل بين البركة والنهر العظيم. عندها قفزت إلى البرزخ وسبحت بقوة فكانت هناك في وقت قصير ونجت. ولم يخيب الصيادون ظنها فبعد مدة قليلة كانوا على رأس البركة يبحثون عن السمكات. ولمح تحت الماء ظل اثنتين. وكان أول شيء فعلوه هو ردم الممر الممتد بين البركة والنهر قطعاً للطريق على من يحاول النجاة. فكرت السمكة الثانية فتظاهرت بالموت فبدأت تقلب نفسها على سطح الماء عسى أن تنفع الحيلة في النجاة فأخذوها ووضعوها بجانبهم فلما رأت المضيق المائي بجانبها ما كان منها إلا أن قفزت بكل ما أعطاها الله من القوة فرست على سطح الماء ومازالت تجدف بزعانفها حتى وصلت إلى النهر فغاصت في أعماقه وفرحت بالنجاة. ولكن بقي في البركة السمكة العاجزة فكانت لقمة للصيادين.


مثل هذه الحكايات الواردة في كتاب كليلة و دمنة كانت تحكى للملوك على لسان الحيوانات و ذلك للعبرة و الإتعاض, فلينظر كل واحد منا في أي صنف يجد نفسه, هل يجدها في الكيس الفطن أويجدها في الكيس المتأمل أو تجدها في العاجز بدون حيلة


و لنا في تاريخنا الإسلامي مثلا في هيئة العاجزمثل ما حدث للخليفة العباسي الذي لم يكن ليتصور ولو في الأحلام أن أولئك الرعاع من وسط سهوب آسيا سوف يزحفون في يوممن الأيام على بغداد و يحاصرونها كما يطوق السوار.


فلينظر كا واحد منا أي صنف من الثلاثة هو ؟ و ليعمل جاهدا لكي يستدرك موقعه قبل فوات الآوان.




هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ما المغزى المستفاد من القصه